الاثنين، 4 أبريل 2011



المحاور والمجادل
مالفرق بينهما



 

المحاور كالذي يصعد جبلا وعرا ... ينبغي أن يعتني بموضع
يده و موضوع رجله... فتجد صاعد الجبل ينظر إلى الصخرة التي يريد أن يتعلق بها ...
و يفحصها بنظره و يتأمل في قوة ثباتها قبل أن يضع عليها قبضته..





قد يحدث جدالا بين اثنين و قد يكون في قضية تافهة. و
ترتفع الأصوات و تحمر العيون ويتفرقا. و استثقل كل منهما الأخر بعدها.


ففي يوم كان محاضرا يتكلم عن فن الحوار. فعرض شيئا من
قصة يوسف عليه السلام.


فلما وصل إلى قوله تعالى : " و دخل معه السجن فتيان قال أحدهما إني أراني
أعصر خمرا وقال الأخر إني أراني أحمل فوق رأسي خبزا تأكل الطير منه" .


جعل يتأمل في الحاضرين ثم سألهم : أيهم دخل قبل الأخر
... يوسف أم الفتيان ؟


فصاح أحدهم : يوسف.


فصاح الأخر : لا الفتيان.


فأنطلق الثالث : دخلوا مع بعض.


وارتفع اللغط حتى ضاع الموضوع الأساسي.


ويبدو أن المحاضر قصد ذلك. فتأمل وجوههم و الوقت يمضى.
ثم ابتسم ابتسامة عريضة وأشار لهم بخفض الأصوات.


وقال: ما المشكلة!! دخل قبلهم أو بعدهم. هل تستحق
المسألة كل هذا الخلاف ؟


فلا تجادل في شيء لا يؤثر شيئا


الحوار
الهادف ذي النوايا الصادقة الذي يبغي الوصول للحق، واتباع آداب ا
لحوار كالاستماع للآخرين، وعدم
مقاطعتهم، وعدم رفع الصوت، وطلب الشورى، وقبول الآراء الأخرى وسعة الصدر لها
والصبر.فقد يكون فيها الخير الكثير.


أما
الجدال فسوف يسبب المتاعب بينك و بين الناس و لا يخلق إلا الصراعات.


و
سوف أقص عليكم حكاية حدثت في وقت النبي صلى الله عليه وسلم بين العباس رضي الله
عنه و عمر بن الخطاب رضي الله عنه. و كيف رد عمر و لم يقم بمجادلة العباس.


لما قدم
النبي صلى الله عليه و سلم إلى مكة فاتحا. بعدما نقضت قريش العهد..كان صلى الله
عليه و سلم قد دعا الله أن يعمى عنه قريش ليبغتهم قبل أن يستعدوا للقتال..


فلما أقبل النبي صلى الله عليه و سلم إلى مكة نزل قريبا
منها، ولم تعلم قريش بشئ و لكنهم كانوا يتوجسون و يترقبون.


فخرج في تلك الليلة التي نزل فيها النبي صلى الله عليه و
سلم أبو سفيان في نفر معه يتجسسون الأنباء. و كان النبي صلى الله عليه و سلم يترقب
الصبح ليغير على قريش، فلما رأى العباس رضي الله عنه ذلك قال: و اصباح قريش! و
الله لئن دخل رسول الله صلى الله عليه و سلم مكة عنوة أي بالقوة قبل أن يأتوه
فيستأمنوه إنه لهلاك قريش إلى أخر الدهر.


فقام العباس و استأذن من النبي صلى الله عليه و سلم ...
فأذن له. فركب على بغلة رسول الله صلى الله عليه و سلم البيضاء و مضى يمشى بها، و
أبو سفيان في أصحابه يقترب من معسكر النبي صلى الله عليه و سلم و هو لا يعلم أنه
ينظر إلى نيران المسلمين.


و يقول : ما رأيت كالليلة نيرانا قط و لا عسكرا . ما
أعظم هذا ..من ترى هؤلاء؟


فقال صاحبه : هذه والله قبيلة خزاعة حمشتها الحرب.


قال: خزاعة أقل من أن تكون هذه نيرانها و عسكرها.


ظل أبو سفيان يقترب أكثر و أكثر حتى وقع في قبضة جمع من
حرس المسلمين فاقتادوه إلى وجهة رسول الله صلى الله عليه و سلم، فبينما العباس
يسير إلى البغلة إذا بأبي سفيان وأصحابه قد قبضت عليهم خيل المؤمنين، فأقبل أبى
سفيان فزعا فركب خلف العباس وجعل أصحابه يتبعونه و المسلمين خلفهم.


فجعل العباس يسرع بأبي سفيان إلى رسول الله ، و كلما مر
بنار من نيران المسلمين.


قالوا : من هذا ؟


فإذا رأوا بغلة رسول الله صلى الله عليه و سلم و رأوا
العباس عليها.


قالوا: عم رسول الله صلى الله عليه و سلم على بغلة رسول
الله صلى الله عليه و سلم.


و العباس يسرع بها خوفا من أن يفطنوا لأبى سفيان حتى مر
بنار عمر بن الخطاب.


فقال : من هذا ؟


و قام إليهم فلما رأى أبا سفيان على الدابة.


صاح بالناس قائلا: أبو سفيان عدو الله!... الحمد لله
الذي أمكن منك بغير عقد و لا عهد.


فمنعه العباس ... ثم ذهب عمر يشتد نحو رسول الله صلى
الله عليه و سلم ، و العباس يسرع بالدابة حتى سبقه العباس، فلما وصل إلى موضع
النبي صلى الله عليه و سلم ،اقتحم العباس عن البغلة سريعا ،فدخل على رسول الله صلى
الله عليه و سلم.


فدخل عليه عمر و جعل يقول: يا رسول الله .. هذا أبو
سفيان ..قد أمكن الله منه بغير عقد ولا عهد.. فدعني لأضرب عنقه ؟


كان أبو سفيان قد فعل الكثير بالمسلمين ، فهو قائد
المشركين في معركة أحد و قائدهم في معركة الأحزاب و طالما ضيق على المسلمين وقتل و
عذب... و ها هو الآن في قبضتهم!!


فقال العباس: يا رسول الله..انى قد أجرته.


ثم جلس العباس إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فأخذ
يناجيه في أذنه ، و عمر يردد يا رسول الله أضرب عنقه ، فلما أكثر عمر في شأنه ...
التفت إليه العباس


و قال: مهلا يا عمر! فو الله أن لو كان من رجال بني عدى
بن كعب ... ما قلت هذا؟


أي لو كان قرابتك ما قلت هذا ، و لكنك تعرف أنه من رجال
بني عبد مناف.


فشعر عمر أنه سيدخل في جدال لا يتناسب مع الحال الذي هم
فيه ، ثم ما الفائدة المرجوة من النقاش مسألة لو كان من بني كعب رغب في إسلامه أما
من غيرهم فلا يهمه!!


فال عمر بهدوء: مهلا يا عباس ..مهلا.. فوالله لإسلامك
يوم أسلمت كان أحب إلى من إسلام أبى الخطاب لو أسلم ! لأني قد عرفت أن إسلامك كان
أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من إسلام الخطاب، فلما سمع العباس ذلك سكت.


انتهى الحوار! مع أنه كان في إمكان عمر أن يطيله و
يزيده. فيقول: ماذا تقصد؟ و هل تتهم نيتي؟ هل تعلم ما في قلبي؟


و قد أسلم أبو سفيان لما وجد من شدة طاعة و اتباع
المسلمين لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، و أنشد أبى سفيان بين يدي رسول الله
أبياتا يعتذر إليه مما كان مضى منه.


هداني هاد غير نفسي و نالني ... مع الله من طردت كل مطرد


أصد و أنأى جاهدا عن محمد ... و أدعى و إن لم انتسب من
محمد


فضرب رسول الله بيده في صدره و قال: " أنت طردتني كل مطرد"





لقد قلت لكم بعدم بدأ المجادلة و لكن إذا جادلك الآخرون
ماذا تفعل؟ أحسن إليهم.


{
وجادلهم بالتي هي أحسن} النحل 125


فهل
من المعقول في المشادة الكلامية أن أحسن لكن كيف أحسن..؟


فمثلا:
أحدهم قال رأيا لم يعجبك.. فيمكن أن يكون الرد: ما هذا الكلام السخيف! نسمع هذه
الجملة كثيرا أليس كذلك ؟!!


ويمكن
ان يكون الرد في صورة أكثر ذوقا مثل: أنا أعترض على كلامك.. ولكن أين الإحسان؟!


ما
رأيك أن تقول له" حضرتك بإمكانك أن تسمع وجهة نظري وحتى إن كان بيننا اختلاف
في وجهات النظر فالاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية". ما رأيك؟ أعتقد أنها
ستحدث فرقا كبيرا أليس كذلك؟





هيا
نتعلم من النبي صلى الله عليه وسلم أدب الحوار.


لقد
جاءه عتبة بن ربيعة، وهو في مكة في فترة الإيذاء الشديد للمسلمين، ويقول عتبة
للنبي كلاما سخيفا.. يعرض عليه مالا ليترك دعوته، ويعرض عليه الزواج، ويعرض عليه
الرئاسة، ويعرض عليه طبيبا إن كان قد أصابه الجنون، كل ذلك ليترك دعوته، ومع ذلك

فكيف جادله النبي صلى الله عليه وسلم؟ كيف حاوره النبي؟


قال
له
:" قل يا أبا الوليد أسمع"
فلما انتهى قال له النبي صلى الله عليه وسلم
:"
أفرغت يا أبا الوليد"


تعلموا
من رسول الله ...


أيها
الأحبة: يؤخذ على بعض المتدينين أنه كلما جادلهم أحد تجدهم يفقدون أعصابهم..
أرجوكم تعلموا من النبي وأحسنوا حتى في الجدال.




محكمة
سمرقند






إننى أسوق لكم هذه القصة عن عدل الحاكم مع الرعية وأدعو الله أن يرزقنا حاكم عادل يتقى الله فينا

 
سمرقند هي تلك البلاد العظيمة تقع في شمالآسيا، صاحبة الأرض الخضراء فيها من النعيم والجبال والتلال والغابات
مالا عين
رأت ولا أذن سمعت... سمرقند
هي مدينة مليئة بالذهب والفضة والحرير والخزف والثروات الطبيعية
، كما إنها لها جيش قوي شديد وكان
أهل سمرقند وثنيين يعبدون الأصنام التي صنعوها من الأحجار المرصعة بالجواهر ثم
يسجدون لها وكانت هذه
الآلهة
في معبد وسط الجبال ويعتبر هذا المعبد لكبار الرهبان وكانت هناك الكثير من المعابد
الصغيرة المنتشرة في وسط سمرقند.


في ذلك العهد كان يحكم المسلمين الخليفة العادل
الذي يضرب فيه المثل بحكمه العادل الزاهد الراكع الساجد وفيه كثير من صفات جده
الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه
، هذا الحاكم الذي يحكم كل
تلك البلاد له
ملك لم يملكه ملك مدى الدهر لا
كسرى الفرس ولا قيصر الروم ولا خاقان، له ملك امتد
من الصين
إلى غرب المحيط الأطلسي ملك عظيم ليس فوقه إلا الله سبحانه
، زوجتههي فاطمة بنت عبد الملك الخليفة من قبل وأخت الخليفة سليمان و هي
امجد امرأة في العرب،سبعة من محارمها كانوا
خلفاء.







إنه
الخليفة عمر بن عبد العزيز
...رحمه
الله

...




حينما أتى الجيش الإسلامي بقيادة قائد محنك خبير شديد على الكافرين
رحيم على المسلمين

هو قتيبة بن مسلم
- يرحمه
الله رحمه واسعة
- أتوا
على مشارف سمرقند أمر الجيش بأن يتجه للجبل خلف المدينة لكي لا يرى أهل سمرقند جيش
المسلمين فيتحصنوا وهجم على المدينة بكتائب الجيش من خلف الجبال
، وكأنهم إعصار من شدتهم
وسرعتهم وإذا بهم وسط سمرقند فاتحين لها ومهللين بذكر الله لم يملك أهل المدينة
إلى الاستسلام التام
، هرب
الرهبان إلى المعبد الكبير وسط الجبال واختبأ أهل سمرقند في بيوتهم لا يخرجون
خوفاً من المسلمين

واستقر الوضع للمسلمين.


فبدأ بعض السمرقنديين الخروج من منازلهم لجلب
الماء والطعام وكانوا يرسلون أطفالهم الصغار للقيام بهذه المهام وكان المسلمين لا
يتعرضون له
م بل
كانوا يساعدونهم بنقل وكان الأطفال يدخلوا على أهلهم بكل بشاشه وسعادة محملين
بالطعام والماء فبدأ الاطمئنان والسكينة يدخل قلبهم وما هي إلى مده قصيرة إلا ورجع
الناس لمحلاتهم ومزارعهم وممتلكاتهم فوجودها كما هي لم ينقص منها شيء وبدأت الحياة
الطبيعية تسير بين المسلمين وأهل سمرقند بالتجارة
، ووجدوا المسلمين أمناء في تجارتهم
لا يكذبون ولا يغشون ولا يظلمون
،
وزاد هذا الإعجاب بأن تشاجر اثنان واحد من أهل سمرقند والأخر من المسلمين ذهبوا
للقاضي فحكم القاضي لسمرقندي.



فوصل الخبر لرهبان الهاربين في المعبد الذي بالجبل فقالوا إذا كان
هذا قضائهم عادل

فلابد من وجود حاكم عادل فأمروا أحد رجالهم بأن يذهب لحاكم المسلمين ويخبره بما
حدث

فذهب هذا الشاب حتى وصل إلى دمشق وكان ممتلئ بالخوف و رأى قصر كبير وقال في نفسه
إن هذا هو قصر أميرهم، ولكن رأى
الناس تدخل وتخرج بدون حاجب ولا رقيب تشجع ودخل وكان هذا هو

المسجد الأموي المرصع
بالأحجار الكريمة والزخارف الإسلامية والمآذن الشامخة والناس ركع سجود وأخذ يتأمل
هذا المكان الرائع ورأى المسلمين يصفون

صفوف متساوية مرتبه وهو مندهش كيف هذه الإعداد تصطف بهذا السرعة.



فقام بعد الصلاة وخروج المسلمين من المسجد و توجه إلى أحد المسلمين
وسأل عن قصر الخليفة. فقال له: أين أميركم. فقال له : هو الذي صلى بنا أما
رأيته!!! قال: لا. قال له المسلم: ألم تصلي معنا؟  قال: وما الصلاة ؟ قال
المسلم: هي طاعة وعبادة لله عز وجل وحده لا شريك له وترك الفحشاء والمنكر. قال له
المسلم: ألست بمسلم ؟ قال: لا. فتبسم المسلم وقال له: ما دينك؟ قال : على دين كهنة
سمرقند. قال: وما دينهم ؟ قال: يعبدون الأصنام.  قال له المسلم: نحن مسلمون
نعبد الله عز وجل ولا نشرك معه أحدا.


فوصف له منزل أمير المؤمنين
ذهب الشاب على الوصف فوجد منزل من طين قديم ووجد رجل بجوار الجدار يصلح الجدار
وثوبه مليء بالطين فرجع للمسلم بالمسجد وقال له
أتهزئ
بي أسألك عن أميركم ترسلني لشخص فقير يصلح الجدار.

فقام المسلم مع الشاب حتى وصل إلى بيت عمر بن عبد العزيز أمير
المؤمنين و أشار له هذا هو الأمير الذي يصلح الجدار
، فقال الشاب يا رجل لا تهزئ بي
ثانيا.

قال المسلم والله هذا ه
و
فصعق الشاب وهو يتذكر كهنتهم المتكبرين على الناس

وبينما هو مندهش يتأمل.


أتت امرأة مع ابنها وكانت
تطلب من أمير المؤمنين أن يزيد عطائها من بين مال المسلمين لأن أبنائها كثر
، فجأة
يقوم ابن المرأة ويضرب أبن أمير المؤمنين، تخاصما على لعبة صغيرة.

وشق رأسه وأخذ الدم ينزف فهرعت زوجة عمر للولد حملته وصرخة على
المرأة
،
فخافت المرأة
وارتعبت بما فعل ولدها الصغير بابن أمير المؤمنين
، ثم دخل عمر البيت ولف رأس ابنه، وخرج
للمرأة وهدأ من روعها وطمأنها وأخذ اللعبة من ابنه وأعطاها لولد المرأة
ثم قال لها اذهبي للخازن وقولي له أن يرفع عطائك فقالت زوجة أمير
المؤمنين يضرب ابنك ثم ترفع لها المال وتهدي لأبنها اللعبة.


قال عمر لقد أرعبتيها ، قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم من روع مسلماً روعه الله يوم القيامة ......) ثم
أكمل إصلاح الجدار.


وكان
الشاب السمرقندي ينظر إلى ما يراه بتعجب شديد وهنا
اجترأ
وقدم بخطى بطيئة إلى عمر بن عبد العزيز وقال
: أنت أمير المسلمين؟


فقال الأمير نعم و ما شأنك ؟ . فقال يا أمير المؤمنين إني
صاحب مظلمة فرد عليه الخليفة على من
تشتكي
...فقال الفارس :على قتيبة بن مسلم
، فعلمالخليفة إنها ليست شكوى بين اثنين.
فأكمل الفارس شكواه: أرسلني كهنة سمرقند فأخبروني
أنه من عادتكم أنكم عندما تفتحون أي بلد تخيرونهم بين ثلاثة أمور ،أن
تدعوهم للإسلام أو الجزية أو الحرب....


قال الخليفة: نعم ،هذه عادتنا
قال ومن حق تلك البلاد أن تختار بين
الثلاثة....


قال الشاب وليس من حقكم أن تقرروا و تفاجئوا
وتهجموا
،
قال الخليفة: نعم ،فليس من عادتنا أن نفعل ذلكوالله سبحانه وتعالى أمرنا بذلك ،ورسولنا الكريم نهانا عن الظلم.
فقال الشاب أما قتيبة بن مسلم لم يفعل ذلك ،بل فاجئونا المسلمونبجيوشهم ...
لما سمع الخليفة ذلك لم يصدر أمر فليس من عادته أن
يسمع لطرف واحد...فلابد أن يتأكد
.
فأخرج ورقة صغيرة وكتب فيها جملة من
سطرين...فأغلقها وختم عليها
...وقال الخليفة أرسلها لوالي سمرقند
وهو سيرفع عنكم
المظلمة.


انطلق
هذا الشاب من دمشق إلى سمرقند قاطع هذا المسافة في الصحاري والجبال

وهو يقول ورقه ماذا ستفعل ورقه أمام سيوف قتيبة بن مسلم المقاتل الشرس

حتى وصل إلى سمرقند و وأعطاها للكهنة فقالوا له أعطها للوالي ليقضي ما في الورقة

ذهب الشاب وأعطاها للوالي
،


استغرب والي سمرقند وتعجب من الرسالة ولكنه يعرف ختم
أمير المؤمنين....فتأكد إنها منه
...فتحها...و أذبها. فكان فيها الآتي:


" من أميرالمؤمنين إلى والى سمرقند السلام
عليكم ورحمة الله وبركاته
، نصبقاضيا يحتكم بين كهنة سمر قند وقتيبة بن مسلم ..وكن أنت مكان
قتيبة"
. لم
يشأ الخليفة
أن يرجع قتيبة ويشغله عن فتوحاته...
وإن رأى القاضي غير هذا الآمر فنفذوه  ...


لم يستطع الوالي فعل شي إلا أن يفعل كما كتب في ذلك السطرين. فعينالقاضي سريعا.
لكن أمر القاضي أن يرجع قتيبة....لحرصه على العدل
وخاف أن تخفى أمورا على الوالي لا يعرفها إلا
قتيبة ،.فحدد لهم يوم غد في المسجد يجتمع
الكهنة ثم أمر القاضي بجمع الناس و بحضور قتيبة بن مسلم قائد أقوى جيش يصول الأرض
، كان قتيبة بن مسلم قد أكمل المسير
لصين في فتوحاته الإسلامية فأتاه أمر القاضي بالرجوع حينما رجع بعد مسيرة يومين
متواصلة قالوا خاف الكهنة عندما علموا بوصول قتيبة وأخذوا يتصببون عرقاً.


دخل قتيبة  المسجد وضع
سيفه وخلع نعله.
.. ثم
أمتثل أمام القاضي قال له القاضي أجلس بجوار خصمك.



هنا بدأت المحكمة


فقام الكاهن وقال: قتيبة بن مسلم دخل بلادنا بدون
إنذار كل البلاد
أعطاها إنذار وخيارات دعوة للإسلام
أو الجزية أو الحرب...إلا نحن هجم علينا بدون
إنذار...


التفت القاضي للقائد الفاتح قتيبة بن مسلم ...ما تقول
هذه شكوى عليك
.
فقال قتيبة :أصلح الله شأن القاضي فالحرب خدعةهذا
بلد عظيم عقبة أمامنا
وكل الذين كانوا مثله كانوا
يقاومون ولم يرضوا بالجزية ....ولم يرضوا بالإسلام
وهؤلاء لو
قاتلناهم بعد الإنذار سيقتلون فينا أكثر مما نقتل فيهم
...
وبحمد الله بهذه المفاجأة حمينا المسلمين من أذى عظيم والتاريخ يشهد.. تاريخ
من قبلهم ولما فتحنا بلادهم العظيمة ما ورائهم كان
سهل...
نعم فاجأنهم لكن أنقذناهم وأدخلناهم الإسلام ...

فقال القاضي: يااا قتيبة! هل دعوتهم للإسلامأو الجزية أو الحرب؟؟ فرد
قتيبة لا فاجأنهم لما حدثتك به من
خطرهم....



فقال القاضي : يا قتيبة لقد أقررت ..وإذا أقر
المدعي عليه انتهت المحاكمة ...
يا قتيبة ما نصر الله هذه
الأمة إلا بالدين
...واجتناب الغدر وإقامة العدل
والله ما خرجنا من بيوتنا إلا جهادا في سبيل الله
...ما
خرجنا لنملك الأرض ونحتل البلاد ونعلو فيها بغير حق
...


ثمأصدر هذا القاضي حكمه: حكمت
أن يخرج جيوش المسلمين جميعا من هذا البلد ويردوه إلى
أهله
ويعطوهم الفرصة ليستعدوا للقتال، ثم يخيروهم بين الإسلام أو الجزية أو
الحرب..فإن اختاروا الحرب كان القتال ...وأن
يخرج جميع المسلمين كافه من سمرقند خفافاً كما دخلوها ( أي بلا مكاسب تجاريه )
وتسلم المدينة لأهلها
، وذلك
تطبيقا لشرع الله عز وجل وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.



بدأ المسلمون يخرجون من المدينة حتى القاضي قام وخرج من أمام الكهنة، لم يصدقوا الكهنة هذا وأخذ
أهل سمرقند ينظرون للمسلمين حتى خرجوا وخلت المدينة من المسلمين.
..
ثم قال الشاب للكهنة والله أن دينهم لهو الحق "أشهد أن لا إله إلا الله وأن
محمد رسول الله
".
ونطق الكهنة الشهادة ودخلوا الإسلام.



تلك هي قصة أعظم محاكمة عرفها التاريخ
....جعلت من
أهالي سمرقند يرضوا بحكم المسلمين عليهم ودخل الناس للإسلام
أفواجا...حتى كبير كهنة الكنيسة دخل الإسلام.


و هذه كانت صفحة أخرى من
صفحات تاريخنا الإسلامي الذي يبرهن في كل موقف على عدل الإسلام مع المسلمين ومع
غير المسلمين...




المصادر:


·       برنامج روائع حضارتنا للدكتور طارق سويدان


·       كتاب قصص من التاريخ قصة قضية سمرقند للشيخ
على الطنطاوى


·       خطبة سماحة الإسلام للشيخ محمد حسان









الأحد، 3 أبريل 2011

http://www.blogger.com/post-create.g?blogID=6123412095878681947

دعها موصولة

 

تسير بنا الايام ونرى حولنا الكثير من الاصدقاء والاحباء أو أننا نعتبرهم كذلك, ولكن الحقيقة غير ذلك .ففجأة.. وبدون مقدمات , وعند أى أزمة نمر بها كبيرة كانت أو صغيرة؛ يسقط الكثير منهم من حولك بدون أعذار أو يختلق البعض منهم الأعذار ,ولكنها تكون واهية, تشعر انها تطعنك وقِلَتِها كانت أفضل .
 فتشعر وقتها بالوحدة. أنك شخص غير مهم لأى أحد .تشعر بالضيق والضجر. تشعر بضيق الكون عليك رغم اتساعه. تشعر بالظلام رغم أن ضوء الشمس يملأ الكون حولك.
 ولكن الحياة لا تتوقف ,وستظل سائرًا فيها, ولكن وانت تحمل الكثير من الضيق والهم فى قلبك, وتشعر بكآبةِ ومللِ الحياة يملآ الكون من حولك, ولكن يجب عليك ألا تستمر هكذا طويلاً فسريعا ما تجد يدًا حنونة, تمتد لتأخذ بيدك وتساعدك للوقوف مرة أخرى, أو على الأقل تَربُت على كتفتك وتبتسم فى وجهك ؛فتشعرك بالأنس ..بالأمان, وأنك لست وحيدًا, وأن الحياة مازال لها وجه مشرق جميل. فترى سِعة الكون ,وجمال ضوءِ الشمس بالرغم مما قد تكون تعانيه ..
لكن من أين ظهر ذلك الصديق ؟؟؟ إنه ليس من الأصدقاء الذين تجمعك بهم الحياة بشكل مستمر ليس بينكم لقاءات دائمة أو مكالمات يومية أو.. أو ..أو, ولكن الأهم أنه من الأصدقاء الأوفياء الذين يعرفون معنى الصداقة جيدًا. الذين يعرفون أن الصداقة أخذ وعطاء. حقوق وواجبات. ويرفعون شعار {الصديق وقت الضيق}.
 إنه الصديق الذى يجب الحفاظ عليه, بل والتضحية من أجله. فليس كل من حولنا من الناس أصدقاء يستحقون لقب الصديق. ليس كل من يسأل عنك باستمرار و يزورك كثيرًا, ويتقرب ويتودد اليك بشتى الطرق صديقًا ؛فقد يكون تودده وتقربه لك من أجل مصلحة ما.إما أن يبتعد عنك بعد انقضائها أو مع أول مشكلة تقع فيها, و تحتاج الى صديق بجانك فيكون هو أول الفارين منك.
وعلى العكس قد تجد من يقف بجانبك ؛مَن لم تكن تتخيل ابدًا فى أى وقت أنه قد يساندك وقت شدتك .وقتها ستشعر بالألم لتقصيرك فى حق من يستحق حبك واهتمامك .
 لذلك فدع حبال الود موصلة بينك وبين كل من حولك. وقف لحظة وقيم أصدقاءك.
 و أعلم من يستحق أن تعطيه من مشاعرك, وحبك, واهتمامك, بل ومساحة من قلبك. ولا تندم على من سقطوا من حولك؛ فهذا ليس دليلاً على خللٍ أو نقصٍ فيك.
بل خللٌ ونقصٌ فى نفوسهم هم. انت الرابح بفقدانهم.
ولا تنس حبال الود.. دعها موصولة .

http://www.blogger.com/post-create.g?blogID=6123412095878681947

إنهم ... بقر!!!

       

لا أدرى لماذا تراودنى تلك الطرفة من حين الى آخر..لأجدها تسير على لسانى فأجد الابتسامة قد سبقتنى الى شفتىَّ.

قرأتها ذات مرة منذ مايزيد عن الثمان سنوات إلا أنها لازالت تداعب فِكرى.

يُروى أن رجلاً رأى صاحبه يسير فى أحد الطرقات وهو يأكل أمام المارَّة,فاستوقفه مستنكرًا كيف يجرؤ أن يأكل فى الطريق أمام الناس,فذلك ليس من الأدب "على حد قوله"..فأجاب صاحبه أتخجل أن تأكل أمام بقر!! ردد الرجل فى دهشه: " بقر"!! ..فأجاب صاحبه :"نعم بقر".

وانطلق حتى وصل إلى جمع من الناس مناديًا: "يا أيها الناس..بلغنى أن من وصل لسانه أرنبة أنفه دخل الجنة"  فتسارع الناس فى لهفة كل منهم يمد لسانه ,يتسابقون من منهم سيصل الى الجنة أولاً, ويصل بلسانه الى أنفه..فنظر صاحبه إليه مبتسما : "ألم أقل لك.. إنهم بقر"

من العجيب أن هذا الفِعل أصبح هو نمط سلوكنا فى هذه الأيام,كل منّا له دور فى هذا المشهد المسرحى.اما أن يكون أغلبنا وللأسف يلعب دور(البقر) الذى من السهل خداعه والاستهزاء بعقله, فهو يتمتع بقدر كبير من العفوية قد تصل أحيانا الى الغباء, فيُسَهِّل على من يلعب دور(صاحبه) أن يصل الى غايته فيجعل منهم أضحوكة,فيصبح من فِعله المُنافى للذوق والأدب أمر بديهى ,فهو لايحترم تلك العقول الساذجة فاستباح كرامتهم وسيستمر فى الاستهزاء بهم كلما أُتيحت له الفرصة لذلك...ومن الغباء ان تعتقد انك تستطيع الوصول الى مرادك بأسهل الطرق,لا تتكلف عناء التأدب بخلق,أو تحرم نفسك من شهوة لديها,ولم لا ,والناس عندك أصبحوا بقر.
وهؤلاء الماسكين مازالوا حالمين,يحلم كل منهم بالجنة التى سيصلها بطول لسانه.
أصبح كل منّا يبحث عن الجنة والراحة والنعيم بدون تعب أو مشقة أو تعلُّم ودائما أقصر الطرق هى التى نسلكها,بغض النظر عن الهدف الذى ينتظرنا فى نهاية الطريق ,فهذا الهدف لا يحدد أى الطرق سنسلك,فقد قررنا مسبقا أننا سنسلك أقصر الطرق أيٍّا كان نهايته.

من العجيب أنّى لا أشعر بالشفقة تجاه هؤلاء ال...عندما استهزأ بهم صاحبنا فى هذه القصة.
ومن العجيب أيضا أنه عندما يتكرر هذا الموقف أمام عينى يوميا فى الطريق أقف لأبتسم متذكرة تلك القصة وأجدنى أردد "ألم أقل لك.. إنهم ..."

لم تعد الشفقة هى الشعور الوحيد الذى يجب أن أمتلكه نحو ذلك الصنف من البشر الذين رضوا بالمهانه والذل مقابل أن يمنحوا عقولهم قسطا ً من الراحة, ولكنه قسطا أبديَّا ,لا يفيق منه إلا من أدركته رحمة ربى..بل أشعر كثيرًا بالغضب.. والغضب الشديد,فأسارع بالبحث عن شعور آخر يهون عليًّا هذا الغضب فأبدأ  فى التماس الأعذار لهم ,وأحمل نفسى قدرًا من المسئولية على هذا الحال,فمن الواجب على من أدرك الفرق بين صاحبنا والبقر أن يعمل على وضع حدًا لهذه المسرحية,ويأخذ بيدهم من هذه الغيبوبة الطويلة الى نور الحياة وحلاوة التعب من أجل الهدف الأسمى الذى اخترناه لنا.

لا أنكر أن خيبة الأمل تصيبنى فى بعض الأحيان عندما أجد مقاومة عنيفة من هؤلاء الناس تجاه الافاقة من غفلتهم ,بل واتهامك بأنك (مُعقَّد) وأنك تُحمِّل الأمور أكثر من طاقتها,وتلك الجملة الشهيرة التى أسمعها يوميًّا (يا أخى سيبها على الله) وكأنك انت البعيد عن طريق الله فانت لاتتوكل..( أعنى تتواكل)..على الله. وتذهب نفسى الى أن أترك من أراد أن يصير كال... كما أراد,هذا اختياره وهذا شأنه الذى لايجب أن يعنينى.

فأترنَّح بين أملى فى تغيير الواقع ,وبين غضب ويأس وشعور بالضعف..وكم أتمنى أن يعلو الأمل لدينا جميعا كى نجعل من عالمنا واقع أفضل نحيا فيه جميعا.
هذا ما أملكه من نفسى..وانت!! ماذا تملك؟؟ 
                                            

http://www.blogger.com/post-create.g?blogID=6123412095878681947

صالحها

 


 


أصالح من؟؟؟
حبيبتي............؟
أمي.....؟
من أصالح....؟
سأقول لك من تصالح
هل تريد أن تعرف من؟
أنها نفسك.....

فهذا الطالب الذي رسب في امتحانه بدل من أن يبكي ويندب حظه عليه أن يجلس مع نفسه ويحاورها بهدوء وبلطف... ما الخطأ؟؟ أين موضع الإهمال الذي تسبب فيما حدث؟ كيف أعالجه وأتدارك أخطائي ؟؟ بهذا التفكير إن شاء الله سيجتاز ما حدث وسيوفق بفضل الله تعالى إلى ما يريد فالموضوع بسيط جدا أبسط مما تتخيل فلا تعذب نفسك باللوم وتضيع الوقت والعمر فيما لا ينفع فالبكاء لا يرجع ما حدث والعويل وندب الحظ لا يرجع ما فات فعلينا بالتفكير الموضوعي ونتعلم كيف نفكر وكيف نسامح ،سامح من أساء إليك سامحه تكن لك قربى وحسنة تقربك من جنات النعيم فالكره لا يولد الا كره وعذاب، والتسامح مع النفس ومع الغير يولد التفاؤل والحب والصفا وما أجمله من صفاء ووالله سوف تشعر به يغمرك وسوف تشعر بالراحة والطمأنينة والحب.
فلنبدأ من الآن نبدأ بالتسامح مع النفس نحاورها ونعدلها إلى الأفضل والأصلح لها والطريق إلي ذلك هو القرب من الله بتأدية فرائض الإسلام بحب وبفعل الخير وكلما سنحت لك فرصة أن تفعل الخير افعله على الفور ولا تسوف فالتسويف لعبة الشيطان علينا ، فاحذر من كل تأخير عن عمل الخير فعمل الخير وحب الله وطاعته هو الطريق إلي النجاة، وسأقول لك على شيء أفعله دائماً وهو الخلوة مع النفس والتأمل ، اخرج لأي مكان هاديء أخرج إلى البحر أو أي حديقة جميلة واجلس مع نفسك وتأمل في جمال الطبيعة واستمتع بكل لحظة... جرب ما قلته لك وستجد المتعة وتذكر وأنت تتأمل تذكر قدرة الله في بديع صنعه من حولك فتلك عباده يغفل عنها الكثير فبجانب أنها عباده فهي علاج وراحة للنفس البشرية.
فهل سنصالح أنفسنا ونصالح الآخرين؟؟؟؟؟