الجمعة، 27 مايو 2011

تعلم الحكمة والناس


سقط طائر غريب فى يد صياد

، تحدث الطائر مع الصياد ، فدهش منه وسأله : " هل تتحدث بلغتنا؟


 أجابه الطائر: " إنى أعرف لغات كثيرة، ووهبنى الله حكمة، فهل تريد أن
أقدم لك ثلاث حكم تسندك كل أيام حياتك؟ "

فأجاب الصياد : نعم إنى أكون شاكراً إن قدمت لى هذه الحكم الثلاث -

فقال له الطائر : إنى مستعد أن أقدم الحكم بعد أن تعدنى أن تطلقنى حراً -

أعدك وسأفى بوعدى -

هذه هى الثلاث حكم ، إن حفظتها تنجح وتنجو من كل كارثة فى حياتك –


الحكمة الأولى : لا تندم قط على خير فعلته

الحكمة الثانية : لا تصدق من لا يوثق فيه

الحكمة الثالثة : لا تطلب أن تنال ما هو مستحيل


عندئذ أطلق الرجل الطائر حسب وعده ، فبسط الطائر جناحيه فرحاً وطار ، ثم وقف على
قمة شجرة مرتفعة ونادى الصياد ، وقال له : "يا أيها الصياد الغبى ، كيف
تطلقنى ! لقد ضاعت منك أعظم ثروة فى العالم ! فى داخلى جوهرة لا تقدر بثمن !
إنهاتحمل قوة سحرية بها صرت أنا حكيماً"

إغتاظ الصياد جداً كيف فقد الجوهرة السحرية ، وصمم أن يصطاد الطائر ويذبحه ليحصل
على الجوهرة

وبدأ الصياد يتسلق الشجرة بصعوبة بالغة حتى بلغ منتصف الشجرة فسقط وإنكسرت عظامه
فصار يصرخ

عندئذ تطلع الطائر، وفى سخرية قال له :" يا لك من صياد غبى ، لقد قدمت لك
الحكمة ولم ترد أن تتعلم منها شيئاً ".



سألتك أولاً ألا تندم على خير صنعته ،
وها أنت قد ندمت أنك أطلقتنى حراً


 
وطلبت منك ألا تصدق ما لا يوثق فيه ،
وها أنت تصدق طائراً يسخر بك ويدعى أنه يحمل جوهرة سحرية فى داخله ، الأمر الذى لا
يقبله عقل



ولم تنفذ الحكمة الثالثة وهى أن تطلب
أن تنال ما هو مستحيل ، فتسلقت الشجرة لتمسك بطائر حر يقف على قمة الشجرة!


إنك لم تنتفع بكلمات الحكمة ، إنى حزين
بسبب حماقتك ، لأن الكثير من البشر حمقى مثلك

فلنتعلم دائماً :
"لا توبخ مستهزئاً لئلا يبغضك ، وبخ حكيماً فيحبك"

الصديق الحقيقى



الصداقة و حكمة الحكيم




عرفت هذه القصة و عمري بين السادسة و السابعة رواها لي جدي لأمى
رحمه الله . قال جدي :

اسمعى يابنيتي سأروي لك قصة حقيقية حدثت في زمن بعيد سمعتها عن والدى فخذى منها
الحكمة و إرويها لأبنائك من بعدى .

كان في زمن بعيد شيخ كبير في السن يعيش مع زوجته و إبنهما الوحيد ، وكان هذا الشيخ
الحكيم غني يسكن فى الريف وله قطعان من الأغنام والماعز والأبقار وكان يكد مع
زوجته في كل الاعمال وكان إبنهما الضال لا يساعدهما أبداً وكثير السفر والاصدقاء ويبذر
الكثير والكثير من المال لأنه لم يشقى ولم يكد على هذه الأموال .

و كلما عاد من الترحال يقص لوالده قصصا عن الاصدقاء ، فتعجب الوالد من كثرة أصدقاء
إبنه فقرر أن يختبر حقيقة هذه الصداقة وخطرت له فكرة قرر تنفيذها عاجلاً قبل وفاته
.

وفي يوم من الأيام و في ليلة من الليالي بينما كانت الأم و إبنها نائمين إاستيقظ
الاب من فراشه و خرج إلى الاسطبل وإختار كبشا جيداً وقام بذبحه ونزع ردائه على
كتفه وغطى به الكبش وقام بالصراخ ، فإستيقظ الابن و خرج مسرعا فوجد والده يبكى ويصرخ
فقال ما بك يا أبي فأجاب الأب انظر يابني لقد قتلت لصاً دخل بيتنا ويجب أن نخرج من
هذه الورطة ونقوم بدفنه قبل طلوع النهار ، أسرع يابني و أحضر أحد أصدقاءك ليساعدنا
في حمله وحفر قبره ودفنه قبل أان يكتشف أمرنا .

ركب الإبن فرسه البيضاء وإنطلق لإحضار أحد الأصدقاء وبدأ بأقربهم وقص له القصة
فرفض وإعتذر والثاني وجد له عذراً والثالث رفض التورط و هكذا الرابع ثم الخامس

فرجع الإبن إالى والده خائباً و قال يا أبي لقد وصلتهم جميعاً واحداً تلوا الآخر
لكنهم رفضوا كلهم فقال الأب يا حسرتاه على الاصدقاء

و أمر إبنه إاذهب إلى صديقي فلان وإروي له القصة عله يساعدنا .

فانطلق الإبن مسرعاً ووصل الى صديق والده ودق الباب فخرج صديق الوالد ورحب به ودعاه
للدخول لكن الإبن رفض وروى له القصة . فأحضر سيفه وفرسه وإنطلقا معا وحين وصلا
تعانقا الاصدقاء وهم الصديق بحمل اللص فنزع الرداء فوجده كبشاً فبدأ بالضحك ودهش
الإبن لما وجد وسقط على ركبتيه وبدأ بالبكاء وهو يقول ليس لى صديق كلهم أصدقاء
السوء ليت لى صديق كصديق ابي .

فقال الأب لإبنه هذا درس لك يابني فإن كثرة الأصدقاء تضيع أخيارهم ، إنهض يابني
لسلخ هذا الكبش فإن فى بيتنا ضيفاً عزيزاً اليوم .

و هكذا قال جدي رحمه الله إعرفى يابنيتي كيف تختارى الأصدقاء فإن الصديق وقت الضيق
.

الحكيم والحكمة



حكمة الحكيم .. والناس
من زهرات مجالس الاقدمين

 
أشتهر الشيخ في حكمته بين الناس حكيما عليما حتى وصل علمه الى مسامع الامبراطور الكبير فاستدعاه وجالسه فعرف عظيم حكمته ... عرض عليه أن يكون وزيره الاول .. فاستمهلة سبعة ايام فغضب الامبراطور منه وكاد يتهمه بنكول النعمة ولكنه صبـّر نفسه ليعرف حكمته من تأخير القبول لنعمة الوزارة التي يركع لها أخيار الناس ... فهي علياء علية القوم ..!!

خرج الشيخ الى منزله محتجبا عن الناس لا يقابل منهم أحد حتى صار يوم الجمعة فاصطحب خادمه الى سوق الجمعة المزدحم راكبا بغلته فهمس في أذن خادمه يأمره أن اصرخ في الناس أن (ايها الناس ... الشيخ ابتلعته الارض) ... بعد أن ترجل الشيخ من بغلته وضاع بين زحمة الناس ... صاح خادم الشيخ بين الزحام صيحة المفجوع ... طار الخبر بين القوم وهرجوا ومرجوا فالشيخ الشهير قد ابتلعته الارض حتى وصل النبأ بلاط الامبراطور .. نادى منادي امبراطوري ... أن ايها الملأ في سوق الجمعة ... من شاهد الشيخ تبتلعه الارض فليحضر في مجلس الامبراطور ..
هرع الناس الى القصر الإمبراطوري ... لطالما حلموا برؤية زينته .. محص الامبراطور صفاتهم .. اعتزل منهم كثير من ذوي الرصانة والعقل وسرح الباقين ... اعتصر منهم نخبة
معـّرفة بالصدق والرصانة ... وهم الشاهدون على حدث جلل ... الأرض ابتلعت الشيخ من قدميه حتى عمامته ... !! اصبح الامبراطور يقلب كفاه ويبحث عن حكمة الشيخ فيما أجاب على استوزاره ... واذا بالشيخ يستأذن الدخول ... أن ايها الامبراطور كراسي الحكم لا تليق بحكيم مثلي وخيرة القوم بين يديك يكذبون ..!! ففساد الراعي من فساد الرعية
ايها الامبراطور ... اصلح قومك ... يصلح الحكماء على كراسي الحكم ..
فصعق الامبراطور ... ايها الحكيم ... ماذا أفعل برعية لا خير فيها .. لا بد من راع حكيم يرعاهم ... قال بل سلط عليهم راعيا من جنسهم وفصيلتهم ... فهي سنة الله في الذين ظلموا انفسهم .. غضب الامبراطور مزمجرا أوتريد ان يكون الراعي فاسدا ..؟ عقوبة للرعية ..!! قال كلا ... بل لو نجح النداء فيهم فغيروا ما بانفسهم فيغير الله حكمه فيهم ..!! فقال ولم لا تفعل ..؟ قال لقد هرمت فيهم ولم يسمعوا الحكمة الا من افواه سفهائهم ايها الامبراطور ... قال وكيف اشتهر صيتك بينهم ... ؟؟ قال إن الناس يبحثون عن الحكمة ليخالفوها .. !! قال الامبراطور .. ! وكيف تجروء على ما تقول ... ! قال اولا تراهم كيف يقرأون الحكمة في القرءان ..؟ وهل وجدتهم للحكمة فاعلين ..!! قال وهل من سبيل ... قال لا هادي للعباد الا خالقهم ... فهو بأمرهم وكيل ... إن اصلحوا انفسهم .. اصلح الله حالهم ...