الجمعة، 27 مايو 2011

الصديق الحقيقى



الصداقة و حكمة الحكيم




عرفت هذه القصة و عمري بين السادسة و السابعة رواها لي جدي لأمى
رحمه الله . قال جدي :

اسمعى يابنيتي سأروي لك قصة حقيقية حدثت في زمن بعيد سمعتها عن والدى فخذى منها
الحكمة و إرويها لأبنائك من بعدى .

كان في زمن بعيد شيخ كبير في السن يعيش مع زوجته و إبنهما الوحيد ، وكان هذا الشيخ
الحكيم غني يسكن فى الريف وله قطعان من الأغنام والماعز والأبقار وكان يكد مع
زوجته في كل الاعمال وكان إبنهما الضال لا يساعدهما أبداً وكثير السفر والاصدقاء ويبذر
الكثير والكثير من المال لأنه لم يشقى ولم يكد على هذه الأموال .

و كلما عاد من الترحال يقص لوالده قصصا عن الاصدقاء ، فتعجب الوالد من كثرة أصدقاء
إبنه فقرر أن يختبر حقيقة هذه الصداقة وخطرت له فكرة قرر تنفيذها عاجلاً قبل وفاته
.

وفي يوم من الأيام و في ليلة من الليالي بينما كانت الأم و إبنها نائمين إاستيقظ
الاب من فراشه و خرج إلى الاسطبل وإختار كبشا جيداً وقام بذبحه ونزع ردائه على
كتفه وغطى به الكبش وقام بالصراخ ، فإستيقظ الابن و خرج مسرعا فوجد والده يبكى ويصرخ
فقال ما بك يا أبي فأجاب الأب انظر يابني لقد قتلت لصاً دخل بيتنا ويجب أن نخرج من
هذه الورطة ونقوم بدفنه قبل طلوع النهار ، أسرع يابني و أحضر أحد أصدقاءك ليساعدنا
في حمله وحفر قبره ودفنه قبل أان يكتشف أمرنا .

ركب الإبن فرسه البيضاء وإنطلق لإحضار أحد الأصدقاء وبدأ بأقربهم وقص له القصة
فرفض وإعتذر والثاني وجد له عذراً والثالث رفض التورط و هكذا الرابع ثم الخامس

فرجع الإبن إالى والده خائباً و قال يا أبي لقد وصلتهم جميعاً واحداً تلوا الآخر
لكنهم رفضوا كلهم فقال الأب يا حسرتاه على الاصدقاء

و أمر إبنه إاذهب إلى صديقي فلان وإروي له القصة عله يساعدنا .

فانطلق الإبن مسرعاً ووصل الى صديق والده ودق الباب فخرج صديق الوالد ورحب به ودعاه
للدخول لكن الإبن رفض وروى له القصة . فأحضر سيفه وفرسه وإنطلقا معا وحين وصلا
تعانقا الاصدقاء وهم الصديق بحمل اللص فنزع الرداء فوجده كبشاً فبدأ بالضحك ودهش
الإبن لما وجد وسقط على ركبتيه وبدأ بالبكاء وهو يقول ليس لى صديق كلهم أصدقاء
السوء ليت لى صديق كصديق ابي .

فقال الأب لإبنه هذا درس لك يابني فإن كثرة الأصدقاء تضيع أخيارهم ، إنهض يابني
لسلخ هذا الكبش فإن فى بيتنا ضيفاً عزيزاً اليوم .

و هكذا قال جدي رحمه الله إعرفى يابنيتي كيف تختارى الأصدقاء فإن الصديق وقت الضيق
.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق